2022/09/29

رسائل عالقة

  رسائل عالقة  

ثمة رسائل تظَّلُ عالقةً في أذهاننا وأرواحنا إلى الأبد، تظَّل مقيدة لا يُختم عليها بِعِلم الوصول..

ربما لأنها ظلَّت بداخِلِنا ولم نمتلك الجرأة ولا الشجاعة لإرسالها أو باغتنا التردد بعد إرسالِها..

وربما لأنها ضلَّت وِجهتها أو ظَلَّت عالقةٌ في صندوقِ البريدِ ولم تَصِلْ..

وربما لأنها وَصلتْ ولم تَلْقَ أيَّ اهتمامٍ أو رَدٍ على تساؤلاتِها وما بِها ..

وعلى كلِّ فلعلَّ مشيئةُ الله وتدابيرُ القدر تَكمُن وراءَ عدم إرسالِها أو تأخير وصُولِها أو عَدمْ وصول جوابِها..

#تجليات_خواطر الروح

2022/09/21

حيرة الاختيار

 كَثيرٌ ما تَنتابُنا الحيرةَ بخصوصِ اختيارٍ محددٍ يَخُصُّ تغييرًا للوجهةِ في أمرٍ ما، أو يخص قَبولٍ أو رَفضٍ لأمرٍ ضروري. 

مِنْ أصعب الخيارات الدنيوية عندما يكون الخَيارُ لا هو بالأبيضِ ولا بالأسودِ ولا بالرمادى..

هو توليفةٌ مشكلةٌ من مجموعةٍ مِنْ الألوانِ وَكلُّ تشكيلة لها عيوبها ومميزاتها التَّي تَجعَلُ للحَيرةُ باب..

ويظَّل تفكيرُ المرء عالقًا في دوائر مغلقةٌ لا تنتهي.. وينتهي الحالُ إلى اللُّجوءِ لاستخارةِ المولى عزَّ وجلَّ واللُّجوءِ للدعاء..

إلى هنا هو حُلو الكلام، كلامٌ جميلٌ إما استكمال الطريق مع أحد الاختياراتِ وإما الثَّبات.. 

وما هو أصعب من ذلك هو الترنُّحِ مع الاستخارةِ والدعاء، 

بمعنى أن تجد أن التَّفكير يَميلُ بِشِّدةٍ لأَمرٍ بعينهِ بعد الأخذِ بالأسبابِ وسؤالِ أهلَ الخبره، ولكن عِند البِدءِ في التَّنفيذِ والعَزمِ على إتمامِ الاختيارُ الأوَّلِ تُقلبَ الدَّفةُ بِفعُلُ المَقادِيرُ أو يَصعبُ الاختيار إمَّا بسبب تأثُّرٍ بالمحيطين أو خوف دبَّ في القَلبِ بِلا تَفسير، فَتظُنُّ حينها أن الخَيارَ الثَّانِي هو الصحيح، ولكن عِنْدَ البدءِ في إتمامِ الخَيارَ الثَّاني تُقلَبُ الدَّفَةُ مرةً أُخرى لذاتِ الخَيارِ الأول في صَدمةٍ وذُهول...

وكَثيرٌ مِنَّا يُصادِف أمورًا قدريةٌ تَجعَلَ البقاءُ دون اختيارٍ أو دونَ تغييرٍ أَمرٌ حتمِيٌ لا بَديل، فيظن وقتها أنه تأخَّر في حَسمِ أَمرِهِ فباتَ ما غُصِبَ عَليه بالقَدَرِ هو المَسلكُ الوَحِيد..

كثيرٌ منا يقعُوا في هَذه الحيرةِ ، ومنهم من يُسرِعَ إليَّ، إذن ما هو التفسير؟؟ 

استخرنَا وَدعوْنَا والمُحصَّلَةُ لا جديد.. 

لكن بظَنَّي المُتواضَع أنَّه لا آن الأوانَ في سلكِ الدَّربِ الأول ولا الثانى..

ولرُبَّما كانَ البقاءُ في هذهِ الحِيرةَ والمتاهةُ لهو عينُ الخَيرَ ولهُ عَظيمَ الفضلِ في إدراكِ مَعاني وفَضَائِل كَثيرةٍ واختبارٍ وامتحانٍ لقدرةِ العبدَ على التحمُّلِ والصبرِ "فهى عبادة انتظار الفرج" وعدم التسرع والتهور بُحجَّةِ أنني لست ممن يرسل لهم القدر إشاراتٍ للتنوير..

وَلرُبما كانتُ الخِيرةَ في إتمامِ مهامٍ أُخرى يَتِّمُ إنجازُها بعيداً عن القضيةَ مَحلُّ الحِيرةَ..

وقد تكونُ هذه المقوِّمَاتُ هي مَن سَيتضِّحُ بِسبَبِها بعد ذلك ما هُوَ الطريق..

وقد يكونُ هذا الأمرَ القدريُّ الذِّي عَطَّل الإختياراتَ وأبقاك مُّلزِمًا لإحْدَاهُما بالقَيْدِ وليسَ بالإختيارِ هو تَثبيتٌ مِنْ الله حتى يَحِينَ وقتَ التَّغيير..

وعلى سبيلِ المثال؛ فكثيرًا ما نَجدُ من يَنْتوِيَ أن يَترُكَ عَمَلهُ ثُمَّ يُفاجأ بأنَّ زوجَتَهُ حَامِلٌ أو أحد أولاده به مرضٌ طويل، فيكتشف أنَّه ليس الوَقت المُناسب للتغيير، حدث تعطيلٌ قدريُّ لأنه رُبَّما لو تَرَكَ العملَ لما وَجد البديلُ وأضاعَ وقته مُشتتًا بغير تغيير، ولكن برضائِهِ بقضاء الله يكون التسليم وعندما ينتهى الظرف القدري الذي أجل قراره، فسيجد إما صلاحٌ في عِمَلهِ الأول وإما أتت أمامه فرصة ذهبية للتغيير.

فالتسليم لأمر الله بعد الدعاء والاستخاره يُريحَك هنا من لَومِ نَفسِكَ على التَّأخِير ولوِم الزمانَ والدُّنيا على عدم إتاحَةِ الفُرصَ لي مِثلُ الكثيرين.

فَنصِيحَةٌ من القَلبِ إذا كُنتَ مُقدِّمٌ على أمرٍ تَجِدَ بهِ الحيرةَ والتشويش، الزم بابِ الله بالدُّعاءِ والاستخارةِ والصدقاتِ وحسنِ الظنِّ بمن بيده المشيئةَ بلا تذمٌرٍ، فلا رأىَ يَعلو ولا فَكرٌ يَربحَ فوقَ تصريفُ المقَاديرَ بإذنِ المولى .

""دواؤك فيك وما تشعـر وداؤك منك فلا تبصـر أتزعم أنك جرمٌ صغـير وفيك انطوى العالم الأكبر وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضــمر""

#تجليات_خواطر الروح

2022/09/06

ثق بذاتك

 دائمًا ما تُزهر براعِم الأمَل بِأجمل ما فيها من شخصٍ هو على تمام الاتصالٍ بجذورهِ وأصلهِ وماضيه وأحسنَ الوصلَ بينهم وبين حاضره... 

وجَعَل ذلك سبيلاً لعظيم مستقبله المشرق بالوعي الكامِل والادراك لأخطائه وثِقَل حِملِه وليس بالتعلق في جَلدِ الذاتِ على ماضيها واستحضار مَشَّقةِ حاضرها واليأس وفقدان الثقة والأمل مما تَرغب بتحقيقِه في المستقبل  ..

لِذَلك كُن داعمًا لنفسك وتَرَفق بها فلا يعلم ما مَرَّت به من مَشقَّاتٍ وآلامٍ غيرَك لأنَّك صَاحِبها..

ومِثلُها من استطاعت الثبات إلى أن وصلت إلى حَاضرها وعِزها وصَحوتِها.. قادرةٌ على أن تقودكَ إلى مستقبلٍ رسمتَه معها  ..

حتى تعايشه بكمال الرضا عنها والسعادَةَ لبلوغِه والوصولُ إليه...   

فقط #ثِق_بذاتِكَ   

#تجليات_خواطر الروح

2022/09/02

نعمة البوح

 ليس هنالِك نِعمةُ يحصلَ عليها المرءُ وتُشعِرَهُ بالدفئ والأريحيةُ في نفسهِ وفي يومِهِ بقدر ما يفعله به البَوحُ عما بداخلهِ لمن يفهَمَهُ ويحسنُ معرفتهِ ويلمس الصِّدق في قولهِ بلا شكٍ أو التباسٍ أو إشعَارٍ بالنَّقصِ واللَّومِ بلا سبب ..

وأن يَتَفهَّم مقاصِدُ النَّفس البشريةَ ويدرِكُ الاختلافُ فيها عن غَيرِها وكان هو السبب الأصيلُ لما ألمَّ بها من ألم،

ولا يفاجأ المرءُ بحواجزٍ بُنيتْ بينه وبين شَخصهِ المُفضَّلَ بَعد البَوحِ بلا رجعةً وبلا سبب ..

ولاصطِفاءِ الموْلَى عزَّ وجلَّ لعبادةِ "المناجاة" أعتقد أنه كان لهذا السبب، فهى عبادةٌ "فريدةٌ" من نوعها، 

أنت تتحدثُ مع من خلقكَ وسواكَ وشكلكْ، ويعلمُ ما تَتَحمَّلهُ نَفسكَ دُون غَيرها ومَا هُوَ لك بِمثابَةِ عَظيمِ الابتلاءِ والكدرْ ، يَعلمُ قُدرتَك الفِعليةُ على التحمُّلِ وكيفيةِ صِياغَتِكَ وتَكوينَكْ مُنذ الأذل..

و يَعلمُ أنك لستَ بالمخطئ ولا أنت السبب..

يَعلَمَ ويرى عَظيمُ مُحاولاتِكَ ومُحاربَتِكَ لكل ما يتخللُ النَّفسَ من همومٍ وقلق..

ويَعلمُ مدى استعانتك به فيُهونَ عَليكَ بعد مناجاتِهِ ويَجبُر خَاطِركَ ويُلهمكَ الصبرَ دون كلل..

ويُلهمكَ الحيلُ فى التكيفِ على مصاعب الدنيا وغرابة أحوالها ويَبُثَّ الأملُ فى نفسك فلا يأسٍ ولا جزع .. 

ويُرضيك بتمام المشيئَةِ الإلهية وتمامِ الرضا عن واقعك ويَصرِفُ عَنكَ شُتاتِ الفِّكر المُحتمل..

وأمَّا من البَشَرِ من تتشابه قدرته ولو بالقدر البسيط وسَعةِ صَدرهِ "ولله المثل الأعلى" ، على أن يقدم لخليلهِ أو رفيقهِ أو وليفَ روحهِ مايتشابَهُ مع هذا الدَّعم الذى هو بمثابةِ فَيضٍ من النعم..

"فهو كَنزٌ عَظيمٌ لايُقدر بثمن، وهم أناس قليلون نادرًا ما قد تجدهم"

فمعظم البشر ماهرون في التنظير وإلقاءِ اللَّوم والتُّهم، ومهما باحَتَ النَّفسُ عما يؤلِمها فجزءٌ كبييرٌ من الحقيقة لا يُدرجَ في السرد، فَيَظَّلُ اللَّومَ في غَير مَحَلِّه والحُكمُ غَيرِ عادلٍ مع الأسف..

أمَّا من أسْتَشْعَرَ مَا وراءَ الكلَّم، فقد نَالَ حظًا وافِرًا من الحُبِّ والثِقةِ في قلبِ من بَاحَ لَهُ بِما بِهِ من ألم..

وأسْتَشْعرَ فيه دائِمًا أنَّه الرُّكن الخَالي في هذهِ الدُّنيا الذي يُهرَبُ إليه إذا ضَاقت السُبل.

#تجليات_خواطر الروح

تصفح أقسام المدونة

اقرا أيضًا