حتى مسألة كيفية حدوث التغيرات الكونية وتعاقب الليل والنهار ونظريات كيف نشأتِ الأرض لابد لهم في النهاية من الوصول لأمر محتوم ومحسوم، مهما دعانا الخالق للتفكُّرِ والتأملِ وتدبر آياته، لكننا جميعًا في نهاية الكون الكبرى سنرى حتمًا الحقيقة بأعيننا عينُ اليقينِ بلا شَكِّ أو ريب أو تضليل.
ولكن لا ينبغي في كل المَسألاتِ الدنيوية هذا الكَّمِّ الهائلِ من التدقيق والتمحيص، للوصول لحقيقتها والتأكد منها حق اليقين، وذلك لأمرين:
أولهما: أن في التسليم لغيبيات القدر ومشيئة الله هو مفتاح الراحة وعدم التشوش والتضليل، فمشيئة الله نابعة من قدره فحتمًا هو الأنسب لاستكمال مسيرة الحياه مهما اختلفت الأقاويل.
وثانيهما: أنه من ظن أنه يتوجب على المرء أن يقف على ناصية كل أموره الدنيوية من بداية أو نهاية أو حتى أدق التفاصيل وخصوصًا فيما يتعلق بالمقادير فقد أودى بنفسه إلى الهلاك المحتم وأنتهى به المطاف في تعداد المجاذيب.
ولطالما سألت نفسي لما لم يجعل الله المعجزات تستمر ويستمر نسل الأنبياء على مر التاريخ حتى عصرنا الحديث؟
لما استوجب على النفس الإيمان بالغيبيات والقدر وما تخبئه المقادير؟
وأعتقد أن الإجابة هنا تأتي جليةٌ واضحةٌ لأنه من تغافل هذا التسليم فى أصل نشأته ومذهبه يتوه فى متاهات أصل الديانات ونهايته إما ملحد أو كافر أو بعد تيه وبحث طويل يصبح مؤمنًا حقًا بلا ريب أو تشكيك، وهى منزلة تحتاج إلى ثبات وفطنة ووعي وحكمة لتصل إليها ويفتقد إليها الكثير ولا يهبها الله إلا لعلمائه وخاصته.
وبالقياس ففي التسليم لغيبيات القدر والاطمئنان لمشيئة الله صرف للنفس البشرية وحماية لها من وصولها لأعلى مراتب الجنون والكدر والتنغيص في مسائل وتساؤلات قد لا تعرف حقيقتها وأصلها إلا عندما يحين وقت إنتهاء رحلتلها المقدرة لها حين تنكشف الغيوم ويكون بصرك حديد.
و قصة أهل الكهف هي خيرُ دليل فكم منا خضرًا حتى يأتيه نبىُّ اللهِ موسى ليكشف له الغيبيات وحكمة الله في تصريف المقادير؟!
فهل يعقل أن يكتشف المرء أنه أنهى حياته في تساؤلات لا تفيد وأن أصل وجوده هو ليس إيجاد الإجابات لهذه التساؤلات أو حل المتاهة للوصول للحكمة والسبب ومعرفة ما فى الغيب من تدبير ؟!
ولكن سبب وجوده هو للعبادة الخالصة للمولى الجليل وللتعمير وحمل الرسالة وتحمل مسؤلية نقلها ونشرها من جيل إلى جيل.
وفى النهاية فلكل أمر نهاية حتى ولو لم نعرف السبب أو نجد أى دليل.
#تجليات_خواطر الروح






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق