سَيمُر العُمُر.. ونَكتشف أن كُل مَا ذَهبنا إليه بالفِطرةِ في الصَّغر من شغفٍ وممارساتٍ وانشغلنا عنها في متاهات الحياة قَد تركَ فجواتٍ في أعْمَاقِنا على هيئةِ بقايا آمالٍ وأحلامٍ وفي مُخيلاتِنا، ثم نفيقُ مِن غَفلةِ الزمن لِنَكتَشِف أننا نَعودُ لذاتَ الفطرةِ مَهما مرَّت الأيام والسنوات.
ولكن مِنَّا من يَعودُ إليها في شبابهِ مسميًا إياها فترة "المراهقة" ... ، ومِنَّا من يَعودُ إِليها في مُنتصفِ العُمر .. ومنَّا من يَعودُ إليها في آخر العُمر مُسميًا إِياها "حنيناً للذكريات" وَلَكِنَّها لَيستْ مُراهقةٌ أو ذِكرياتٌ عَابِرةٌ ، إِنها الأَصْلُ في مُيُولِهِ وجذُورِهِ وَفِطرَتَهُ التِي تَبَعثَرتْ في وَسطِ عاداتٍ وتقاليدٍ وإختلافاتٍ بَينه وبَين مَن حَولِهِ فِيمَا يُشبِع بِهِ ذَاتِهِ .
فَمن انْتصَرَ في هَذا الصِراعِ فَقدْ نَجا بِنفسهِ، وَلَزِمَ الطَّريقَ الصَّحِيحَ مُنذ البِدايةَ بِلا تَخبطاتٍ في الطرقات ...ومَن تَاه عَن أصُولِه وجُذُورِهِ وَشغَفِهِ وحُلمِهِ واسْتَسْلَم لتِلك المُسَمياتِ السابِق ذُكرها فَسيعيش في تيهٍ قَدْ لاَ يَفيقُ مِنه أبدَ الآبدينَ حَتَّى المَماتَ .
ومَن أَفاقَ في وَسَطْ رِحلته فَهُوَ مَجذوبٍ يُعاني الأمَّرَينْ بَين اسْتِمرارٍ لا مَحالَ مِنهُ في كَثيرٍ من الأحيانْ لأنهُ انفِصالٍ عَنْ ثَوبٍ غَيرَ ثَوبِ الفِطرةُ الملائِمِ لَهُ ...،
وبَينْ أن يَخْتَار أنْ يَتَمَاشَى مَعَ فِطرَتَهُ مَهْمَا تَعدَدَتْ واخْتَلفَتْ الأسبَاب ومَهمَا كَانتْ العوائِق وأنْ يَنْتَصِرْ لنَفسِهِ التِي أمَّنَهُ اللهُ عَليهَا لِيُرِيحَ وَيُزِيلَ مَا بِها مِن آلامٍ ومعاناةٍ لتَتَأهَبْ وَتَخطُو بِثَباتٍ نَحْوِ مَا قُدِّرَ لَهَا...، وتَرغْب في تَحقِيقِ مَا هُوَ مَطلوبٍ مِنها لِإستِكْمالِ مَسيرةُ الحياةِ لا الموتْ ...
#تجليات_خواطر الروح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق